السبت، 24 أغسطس 2013


ماحيات الذنوب عند ابن تيمية رحمه الله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" عقوبة الذنوب تزول عن
العبد بنحو عشرة أسباب" :


السبب الأول :-
التوبة ، وهذا متفق عليه بين
المسلمين . قال تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة
الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) ،وقال تعالى : { ألم يعلموا
أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم } ، وقال
تعالى : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) ، وأمثال ذلك .


السبب الثاني :-
الاستغفار 
كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : " إذا أذنب عبدٌ ذنباً فقال أي
رب أذنبت ذنباً فاغفر لي ، فقال : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ، قد
غفرت لعبدي .. الحديث " . رواه البخاري) 6953)ومسلم (4953(  وفي
صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم
ولجاء بقومٍ يذنبون ثم يستغفرون فيُغفَرُ لهم " ( التوبة/4936 (

السبب الثالث :-
 الحسنات الماحية ، كما قال تعالى :
(أقم الصلاة طرفي النهار وزُلَفَاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، وقال
صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " رواه مسلم (344) وقال : " من صام رمضان إيماناً
واحتساباً ، غُفِرَله ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري (37) ومسلم (1268) ، وقال : "
من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَله ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري
(1768) ، وقال : " من حجَّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته
أمه " رواه البخاري (1690) ، وقال : " فتنة الرجل في أهله وماله وولده تكفرها
الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " رواه البخاري (494)
ومسلم (5150) ، وقال : " من أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله بكل عضوٍ منها عضواً منه
من النار ، حتى فرجه بفرجه " رواه مسلم (2777) . وهذه الأحاديث وأمثالها في الصحاح
، وقال : " الصدقةُ تُطْفِئُ الخطيئة كما يُطْفِئُ الماءُ النارَ، والحسد يأكل
الحسنات كما تأكل النارُ الحطبَ . "

والسبب الرابع
 
الدافع للعقاب : دعاءُ المؤمنين للمؤمن ، مثل صلاتهم على جنازته ، فعن عائشة ، وأنس
بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من ميت يصلى عليه أمةٌ من
المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شُفِعُوا فيه " رواه مسلم (1576)، وعن ابن
عباس قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من رجلٍ مسلمٍ يموت ،
فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً ، إلا شفعهم الله فيه " رواه
مسلم (1577) . وهذا دعاء له بعد الموت
السبب الخامس 

 ما يعمل للميت من أعمال البر ،
كالصدقةِ ونحوها ، فإن هذا ينتفع به بنصوص السنة الصحيحة الصريحة ، واتفاق الأئمة ،
وكذلك العتق والحج ، بل قد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال : " من مات وعليه صيام صام
عنه وليه ." رواه البخاري (5210) ومسلم (4670)
السبب السادس :

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة ، كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة ، مثل قوله في
الحديث الصحيح : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " صححه الألباني في صحيح أبي داوود
(3965) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين
الشفاعة ، فاخترت الشفاعة ..." انظر صحيح الجامع (3335)


السبب السابع
 المصائب التي يُكَفِرُ الله بها
الخطايا في الدنيا ، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " ما
يُصيب المؤمن من وصبٍ ولا نصب ولا همٍ ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها ،
إلا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخاري (5210) ومسلم (4670)


السبب الثامن
ما يحصل في القبر من الفتنة ،
والضغطة ، والروعة ( أي التخويف ) ، فإن هذا مما يُكَفَرُ به الخطايا .


السبب التاسع
 أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.

 
السبب العاشر :
رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد

.................................................................................
 المرجع مجموع فتاوى ابن تيمية ج7 ص " 487- 501 " .

الشيخ
محمد صالح المنجد